يمني تمنح الحياة ويسري تسلب القلب الهدوء ، هكذا القواعد بلا رحمة وضعها هو بين كفية.... وغاب.... لم يكن سهل الغياب عليها فلم تدرك كيف الحال والسفر... هي تتحرك مثل روبوت صغير لاتشعر بما تفعله فهي فقط تفعل..
اما العقل فهو شارد يذهب في ذهابه ولا يود العودة الا به... او منه..... او معه.... او اليه وهو الاقرب في العالم اليها... في اليمين غرف الماء وفاض وقال لها ان تشربي فترتوين... وفي اليسار التوي معصمها من فرط الجذب... كيف لها ان تكون بين كفين؟
في الانامل اسرار دائما تمر بها كلما مر سر لحق به اخر.... حتي اطراف الاطراف..تمر من خلال تلك الانامل الي عالم اخر عالم مسحور... ربما مفقود... وكلما غاصت في اعماق الانامل... كلما حكمت قبضته اليسري عليها فانتبهت... البقاء علي السطح اول قواعد البقاء علي قيد الحياة التي يرأسها هو.
وخطوط اليد مسارات مرسومة فيها خريطة العمر لم تكترس بالخطوط بل تعلقت بها التحفتها وصنعت منها العباءة..جعلتها اوتارا تعزف عليها الساعات الغياب ليسمعها حين يعود...جعلتها سطور تسرد فيها الزكريات له... خيط واحد تخشاة... ابعد يدك عن العنق فهو مميت..
بين كفين كلتاهما يسع العالم كيف له هذا المتسع؟ له في خلقه شئون فلقد اعطاها هذا البراح لتلهو فيه تمرح كما يمرح الاطفال....هو مسرح لحياة تعرفها جيدا وتنتمي اليها... فهي لا تعرف لنفسها عنوان سوي هذا المكان... بين كفين
قواعد البقاء... ان تكون البلارينا التي تزين الاطراف...ومجوهرات الاصابع وماسة الكف... هي ملكة في قصر القوسين...بدون منازع لها في السلطه ...هو لها بين قوسين .. لايمكن ان تاتي الصدفه صدفه انها قدر كيف لهذي الكفوف ان تفرد جناحيها حولها.. كيف لها ان تطير وهي من لاتعرف الطيران... انها تود لو تحلق بين كفية...
اتي هذا الصوت كانه حلم بعيد... وهل ان الاوان لنمضي...
سحبت يدها من بين كفية ببطئ وانطلقت في هدوء.... هذه اللحظات من الحقيقة هل هي درب من الخيال ..عيناها معلقتان بهواء يحمل عطرة ..ترقص ايقاعا حزينا راحلة .. ذهبت هي وتركت الحياة له بين كفيه.